الدعم الأسري لمرضى الفشل الكلوي

الأسرة هي الوحدة الرئيسية للمجتمع ولها عدة وظائف وخصائص تختلف باختلاف المجتمعات، وللأسرة دور كبير في دعم أفرادها وأي نجاح للفرد ينسب لهذه الأسرة وكذلك أي فشل سينسب إليها أيضاً، إذن فالأسرة هي أول بيئة اجتماعية تواجه الأفراد وتشكل اتجاهاتهم.

وعند إصابة فردٍ ما بالفشل الكُلوي المزمن النهائي اللارجعي فإنه قد يواجه الكثير من المشكلات التي قد تؤثر على حياته ومستقبله وعلاقته بالآخرين، وتعتبر الأسرة هي الحاضن الأول لهذا المريض وسبب بعد الله في تجاوز الصعوبات سواءً بالدعم الاجتماعي والنفسي أو الدعم المادي أو الدعم المعنوي وحتى بالتبرع بالكُلى، فالشواهد كثيرة لبعض المرضى المصابين بالفشل الكلوي والذين أجروا عملية زراعة كُلى من شخص قريب من الدرجة الأولى كالأب أو الأم أو الأخ أو الأخت أو الزوج أو الزوجة وكان لهذا الترابط والدعم الأثر الايجابي في تقبل المرض والتكيف معه.

في الغالب يتصف مرضى الفشل الكلوي ببعض الخصائص الاجتماعية والنفسية والتي تصيب المريض وتختلف حدة هذه الخصائص ما بين مريض وآخر طبقاً لبعض العوامل الشخصية و الاجتماعية، فبعض المرضى يكون قادراً على مواجهة أزمات المرض إما بسبب خبرات سابقة أو بسبب الدعم الأسري أو بسبب شخصيته التي تمتاز بالإيمان بالقضاء والقدر، أما المرضى الذين يستسلمون لآثار هذا المرض فإنهم بحاجة لأقصى درجات الدعم والمساندة من قبل الأسرة والفريق المعالج.

وبلا شك فإن الإصابة بالفشل الكلوي المزمن بشكل مفاجئ تُعد صدمة قوية للمريض ولأسرته وذلك لأن الصورة الذهنية لهذا المرض تعني التعطل التام لحياة المريض الاجتماعية والعملية وهذا مفهوم غير دقيق يسعى الاختصاصي الاجتماعي من خلال تدخله المهني إلى تصحيحه.

أشكال الدعم التي تقدمها الأسرة لمريض الفشل الكلوي:

الدعم الاجتماعي: إنّ تواجد الأسرة بجانب المريض مع بداية الإصابة تساعده على تجاوز الكثير من الصعوبات وتعينه على تقبل المرض والتكيف معه، فالأسرة تعمل مع الفريق المعالج جنباً إلى جنب لمساعدة المريض على توضيح أهمية الإجراءات الطبية لتشخيص حالته بدقة، كذلك تساهم الأسرة في حث مريضها على التواصل الفعّال مع العالم الخارجي سواءً من خلال ارتياد المدرسة أو العمل وحتى إلى مركز الغسيل الكُلوي، إضافة إلى تهيئة المكان المناسب بمنزل المريض الذي يقوم بالغسيل البريتوني مع أخذ كافة الاحتياطات اللازمة لعدم تعرضه لأي عدوى لا سمح الله.

الدعم النفسي: المريض في هذا الوقت بحاجة ماسة للتشجيع و التقدير والتوجيه المناسب وننصح الأسرة دائماً بأن لا تبالغ في الاهتمام حتى لا تتحول شخصية المريض إلى شخصية اعتمادية وفي نفس الوقت لا تهمله حتى لا تتفاقم حالته الصحية ويكون التعامل متوازن للحفاظ على صحة المريض اجتماعياً ونفسياً وبدنياً.

الدعم الغذائي: مريض الفشل الكلوي بحاجة ماسة لإتباع حمية غذائية تناسب وضعه الصحي وفي هذه الحالة تساعد الأسرة مريضها في تجنب بعض الأطعمة والتقليل من الموالح وشرب السوائل بكميات محدودة بحيث تكون عادة سائدة للأسرة حتى يشعر المريض باهتمام أسرته وتقديرهم له.

التبرع بالكُلى: في الغالب ينصح الفريق المعالج أفراد الأسرة بالتبرع لمريضهم ونقوم بتوضيح كافة الإجراءات ونساعدهم على مقابلة الطبيب المختص لمعرفة التفاصيل الطبية لنجاح عملية الزراعة، وكذلك المساعدة في تقريب المواعيد والتعريف بحقوقهم الاجتماعية وكل ما يتعلق بعملية زراعة الكُلى.

وهناك أمور إضافية يتدخل بها الاختصاصي الاجتماعي مع المريض وأسرته وهذه التدخلات مقننة وموجهة طبقاً للموقف الإشكالي.

تنويه: تكرر كثيراً مصطلح الفريق المعالج فهو ذلك الفريق الذي يتكون من الطبيب المعالج والاختصاصي الاجتماعي والممرض ومنسق زراعة الكُلى واختصاصي التغذية والاختصاصي النفسي وأي ممارس صحي يقدم المساعدة في حالات الفشل الكلوي.