الجرأة المهنية في الخدمة الاجتماعية

” المفهوم النفسي للجرأة يتضح في روح المبادأة الذي يعبر عن طاقة الشجاعة داخل الفرد تحقيقاً لهدف ما دون الإضرار بالنفس أو بالآخرين”*.

من خلال هذا المفهوم الأنسب للجرأة من وجهة نظري فإن الخدمة الاجتماعية كمهنة تتدخل في حياة الأفراد والجماعات والمجتمعات وتحتاج إلى سمات شخصية محددة في الاختصاصي الاجتماعي وكذلك إلى مهارات تتيح له القدرة على تفسير وتحليل للكثير من الوقائع والأحداث بهدف تقديم المساعدة المطلوبة.

لماذا اخترت هذا العنوان ؟
لا يخفى على أي ممارس بأننا في الميدان نحتاج لأن نكون أكثر جرأة، فالأدوار الملقاة على عاتقنا تتطلب منا الدفاع والتنسيق والتوجيه وانتزاع الصلاحيات وهذه الأمور تُحتم على الاختصاصي الاجتماعي التمتع بقدرات عالية من الجرأة المهنية فحقوق عملائنا لا يمكن أن نخجل في طلبها أو البحث عنها خصوصاً إذا كانت الحالة غير قادرة على خدمة نفسها لأي سبب من الأسباب، نعم نحن لا نجعل عملائنا اتكاليين لكن في حالات محدودة نحن ندعمهم لأعلى مستوى.

ماذا أريد؟
الرسالة التي أرغب في إيصالها هي أن على كل اختصاصي واختصاصية اجتماعية التمتع بقدر عالٍ جداً من الجرأة المهنية للمطالبة بحقوق العملاء، سواءً طلب مساعدة مادية أو عينية أو حتى حماية العميل عندما يكون غير قادر على حماية نفسه و أن لا تقبل وبأي شكل من الأشكال إلى أن يتعرض عميلك للتهميش أو التقليل أو الحرمان.

من حقك أن تكون خجولاً في ما تطلبه لنفسك أما إن كانت المطالبة لعميلك فعليك أن تخلع عباءة الخجل وتُهم وتبادر بدون أي تردد حتى لو اقتضى الأمر أن تكون شرساً في انتزاع حقوق عملائك ومهنتك.

* المفهوم من دراسة بعنوان بناء اختبارات الشجاعة والجرأة لأطفال الرياض الذكور بعمر (5-6) سنوات في مدينة الموصل.