ومات فلان

فلان هو مريض كان منوماً بالمستشفى، تنقل بين عدة أقسام وفي هذه الليلة انتقل إلى رحمة الله تعالى.

الاختصاصي الاجتماعي يتعامل بشكل يومي مع عدة حالات ويتوفى منهم البعض فلماذا “فلان” دون غيره ؟

انتقل “فلان” للقسم الذي أتابعه، بدأت العلاقة فور دخوله، عندما قرر الأطباء إجراء عملية جراحية له كانت الظروف الاجتماعية والنفسية وقبلها الصحية متناحرة، وكان طلب الأطباء للتدخل الاجتماعي متكرراً والاجتماعات مع الأسرة متلاحقة، كانت حالة مكتملة الأركان لتكون حالة اجتماعية صعبة لظروف عدة، حالة كان كل مافيها أزمات وصدمات قاسية.

الحالة وظروفها الاجتماعية والنفسية علامة بارزة، في مرات أشعر بالمسئولية تجاهها وفي مرات أتابع تطوراتها الصحية من المنزل، كنت أتمنى أن أكون مصدر خبر إيجابي يُريح قلب الأسرة. من ضمن ما فكرت به هو هذا اليوم الذي كان متوقعاً بأن يحصل فكيف سيتم التعامل مع الظروف الاجتماعية المصاحبة، ومن ضمن مافكرت به أيضاً هو توجيه الأسرة بعد الوفاة لعيادة دعم ذوي المتوفين فكيف سيتم ذلك وهل ستتقبل الأسرة ؟ في كل الأحوال سأقوم بدوري وأحيل الأسرة إلى العيادة وفق المعلومات التي أمتلكها.

كانت الأسرة تبحث عني بالإسم لتستنجد بي من هول الأخبار السيئة تخاف من المسئولية ومن المصير المجهول، لم يكن المطلوب مني تغيير الواقع بل التعامل معه ومحاولة مساعدة الأسرة على التكيف مع هذا الواقع.

في الحقيقة نحن كاختصاصيين اجتماعيين لا نملك عصا سحرية ولكن نملك ما يكفي من التعاطف والشعور بالمسئولية والاهتمام، وهذا ما حاولت تقديمه خلال الفترة الماضية.