تجربتي كأخصائي اجتماعي في قسم العناية المركزة

قسم العناية المركزة من الأقسام التي يتعامل معها الأخصائي الاجتماعي عادة من خلال الطلب، فحين يكون هناك حاجة له يتم الاتصال به مباشرة أو من خلال عمل استشارة عبر النظام الطبي ثم يتوجه للقسم لبدء التدخل المطلوب سواءً كان بالتواصل مع الأهل لطلب الموافقة على إجراء طبي أو في حال كان المريض واعٍ ورفض إجراءًا طبياً فيقوم بالتدخل من خلال اقناعه، وغيرها من الحالات.

لكن خلال الفترة الأخيرة عملت بشكل أكثر تركيزاً في القسم من خلال عمل جولة صباحية أتعرف فيها على حالة المرضى الجدد ومستجدات الحالة الصحية للمرضى السابقين وأتابع الاحتياجات الخاصة بالفريق الطبي سواءً من المرضى أو أسرهم، والجديد هنا أنني أبقى أثناء وقت الزيارة داخل القسم لمتابعة زوار المرضى وملاحظة تفاعلهم مع مرضاهم وتقديم الدعم الاجتماعي لمن يحتاجه من الأسر، وكذلك ألاحظ عدم زيارة بعض الأهالي وأقوم بالتواصل معهم لمعرفة سبب عدم الزيارة وإن كانت هناك أي معوقات خصوصاً وأن الزيارة وقتها قصير (ساعة واحدة بحسب كل مستشفى)، وبعض الأحيان يُنقل مريض من قسم العمليات إلى العناية المركزة مباشرة وهنا أقوم بطمأنة الأهل من خلال التواصل معهم.

في الحقيقة لاحظت بأن وجودي كأخصائي اجتماعي لايدعم المرضى وأسرهم فقط بل حتى الفريق الطبي فتجدني أقف عند كل حالة وأقوم يتبسيط المعلومات بين المرضى وأتذكر هنا موقفاً لأسرة مريض من جنسية آسيوية كانوا يعانون من صعوبة التواصل مع طبيب من الجنسية العربية بسبب لهجته وطلبهم التدخل للترجمة بينهم وبين الطبيب وهو ماكان مستغرباً من الطبيب لكن أوضحت له حقيقة هذه الصعوبة اللغوية والتي حاولت فيها تبسيط المعلومة قدر الإمكان.

ومن الأدوار الأساسية أيضاً حضور الاجتماعات العائلية مع الطبيب المعالج لإيصال مستجدات الحالة الصحية لبعض المرضى، ومن الأدوار المهمة مقابلة بعض الأهالي لأخذ التاريخ الاجتماعي لبعض الحالات ومحاولة فهم سبب تدهور الجانب الصحي وإن كانت هناك عوامل ذاتية أو بيئية تسببت بانتكاسة الحالة الصحية ويتم توثيق جميع التدخلات والمعلومات من خلال نموذج التقييم المبدئي وأحياناً دراسة الحالة لبعض الحالات، كذلك المشاركة بفعالية في طرح الأفكار التحسينية التي تساعد في تجويد الأعمال المقدمة من الأخصائيين الاجتماعيين بقسم العناية المركزة.

وقد تكون أكبر صعوبة أواجهها هي محدودية وقت الزيارة مع وصول جميع الأهالي مما يؤدي إلى عدم متابعة كل المرضى، لذا أقوم بالاستعداد المبكر ووضع خطة تدخل بحسب أولوية واحتياج كل حالة.

إن الأخصائي الاجتماعي هو الشخص الوحيد القادر على أن يكون فاعلاً أو لايكون، لا أقصد بأنني أُثني على نفسي وأنني ذلك الشخص الفاعل ولكن سنوات الخبرة السابقة أثبتت لي بأن الآخرين في حاجة الأخصائي الاجتماعي الداعم والمهتم وبدورهم سيعتمدوا عليه بشكل كبير وسيُساهموا في تمكينه وتوفير كافة احتياجاته بل وسيتنافسوا عليه لأجل أن يبقى معهم.