المهنية في الخدمة الاجتماعية

قبل يومين حدث نقاش بيني وبين الدكتور هاني الشريف وهو أحد مبتعثي قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة أم القرى، وكان نقاشنا عبر تويتر حول تحديد الأدوار المهنية التي يمارسها الاختصاصي الاجتماعي والاحترافية في ممارستها من حيث التحليل والنقاش والتشخيص وبالتالي تصميم الخطة العلاجية المناسبة للموقف الإشكالي الذي يواجه العميل.

من تابع تدويناتي السابقة من الممكن أن يلاحظ بأن هناك مشكلة نواجهها في الميدان وهي طريقة تناول ونقاش الحالات لدى بعض الاختصاصيين الاجتماعيين في المجال الطبي من خلال عملية التوثيق إما بالكتابة في الملف الطبي أو من خلال النماذج المخصصة أو حتى خلال المناقشات التي تتم في الاجتماعات الخاصة بالقسم أو مع أفراد الفريق المعالج، وللتوضيح أكثر عندما نقوم بكتابة عبارات لا تنم عن شخصية مهنية فهي لا تحلل ولا تفسر المشكلة بعمق و لا تربط المعلومات والأحداث ببعضها البعض وبالتالي عدم الوصول إلى التشخيص المناسب وهذا قد يؤدي إلى فشل في تصميم الخطة العلاجية المناسبة، هذه العبارات العامية التي يمكن لأي شخص حتى وإن لم يكن اختصاصي اجتماعي كتابتها وتناولها في سطر أو سطرين ستؤدي بالتأكيد إلى خطأ مهني في التشخيص والعلاج.

وللأسف بعض الاختصاصيين لا يتعامل مع هذه المشكلة على أنها خطأ مهني جسيم بل قد يرى بأن الإجراء الذي يتبعه لا يشوبه أي خطأ، إذن فالمشكلة غالباً تبدأ من الإعداد العلمي والعملي للممارس خلال المرحلة الجامعية وكذلك في صقل الشخصية المهنية للممارس نفسه ومن ثم التعامل اليومي مع زملاء القسم، فإن كان الطابع العام للقسم بهذا الشكل بدون أن يكون هناك أي توجيه أو تطوير فهذا قد يؤدي إلى استمرار ذلك القسم بهذا الطابع إلى أن يحضر شخصاً آخر من خارج القسم ويقوم بتعديل ما يحتاج إلى تعديل.

أخيراً علينا كاختصاصيين اجتماعيين ممارسين أن نراجع أنفسنا ونسعى لتغيير الصورة النمطية السائدة عن بعضنا من خلال استخدام المصطلحات المهنية في النقاش مع الفريق المعالج وزملاء القسم والكتابة بشكل علمي ومقنن في الملفات الطبية أو النماذج المخصصة والابتعاد تماماً عن العبارات العامية، وحتى نصل إلى هذا المستوى علينا تكثيف حضور الدورات والمشاركة بالنقاش والتحليل وإبداء الرأي فالحضور الجسدي وحده لا يكفي،والقرائة والإطلاع في جديد مهنة الخدمة الاجتماعية إضافة إلى التواصل مع الأكاديميين والممارسين أصحاب الخبرة الكيفية، فليس عيباً أن أتصل بأحد الزملاء الذين أثق في مهنيته وأطلب استشارته لكن العيب في أن أستمر على الاعتقاد السائد بعدم وجود أي خلل مهني في شخصيتي كممارس مهني.