استدعاء الفريق العلاجي للاختصاصي الاجتماعي

تنويه: هذه التدوينة مرتبطة بشكل كبير بتدوينات سابقة من المهم الإطلاع عليها قبل أو بعد قرائتها، فالتدوينة الأولى هي / التوثيق المهني للاختصاصي الاجتماعي، والتدوينة الثانية هي : الاستشارة الاجتماعية في المجال الطبي.

رغم مرور الاختصاصي الاجتماعي على جميع المرضى أثناء جولته اليومية إلا أن هناك حالات محدودة قد تحتاج للتدخل المهني ويتم اكتشافها من خلال الفريق المعالج، وبناءً عليه يتم استدعاء الاختصاصي من خلال الاتصال على قسم الخدمة الاجتماعية الطبية وتوضيح المشكلة والمطلوب إنجازه.

وبكل تأكيد ينتقل الاختصاصي للقسم لتلبية ذلك الطلب ويقوم بالتدخل وفي الغالب ينتج عن هذا التدخل إنهاء للمشكلة التي حضر من أجلها، إلى هنا والأمر في غاية البساطة والسلاسة ولكن هناك أمر قد يخفى على بعضنا وقد يتكاسل فيه بعض أفراد الفريق المعالج ألا وهو طلب الاستشارة.

إن تدخل الاختصاصي الاجتماعي بدون توثيق قد يحرمه من حقه في إثبات الجهد الذي قام به حيث أن التدخل يكون مبهم لعدم وجود طلب خطي “نموذج الاستشارة الطبية” والذي يوضح المشكلة وسبب الاستدعاء والتي بناءً عليها يوثق الاختصاصي تدخله في ذلك النموذج.

هل هناك مشكلة في حال لم يتم كتابة نموذج استشارة ؟

للأسف قد تحدث بعض المشاكل التي قد تبخس حق الاختصاصي الاجتماعي أو حتى تنكره إجمالاً، وسأذكر بعض الحالات الواقعية والتي حدثت نتيجة عدم كتابة نموذج الاستشارة الطبية:

الأولى: تم استدعاء الاختصاصي الاجتماعي إلى قسم العناية المخففة من أجل التواصل مع ذوي المريض وحثهم على إخراج مريضهم، وبعد التواصل معهم حضر ذوي المريض ورفضوا إخراجه بحجة سوء حالته الصحية واتجه بعضهم إلى مدير المستشفى لشكوى الطبيب المعالج والاختصاصي الاجتماعي، وعند حضور الطبيب أنكر بأنه طلب من الاختصاصي الاجتماعي إخراج المريض وبالرجوع للملف الطبي لم يكن هناك أي إثبات بتحويل الحالة إلى قسم الخدمة الاجتماعية وبالتالي فإن الخطأ كان على الاختصاصي الاجتماعي لعدم توثيقه للاتصال أو التدخل.

الثانية: تم استدعاء الاختصاصي الاجتماعي إلى قسم العناية المركزة وكان سبب التدخل هو وجود مريض تُجرى له عملية إنعاش قلبي وكانت أسرته بصحبته مما قد يعرقل عملية التدخل الطبي لإنقاذ المريض، وعند حضوره حدثت مشادة كلامية بين الأسرة وذلك الاختصاصي وتطور إلى عراك بالأيدي، واضطر الاختصاصي الاجتماعي لتقديم شكوى على أسرة المريض وجائه الرد من مدير المستشفى بأن قسم العناية المركزة لم يقم باستدعائه وأن التحدث مع ذوي المرضى ليست من مهامه وطُلب منه عدم التدخل في مثل هذه الحالات مستقبلاً.

وهناك الكثير من الأمثلة التي توضح بأن التوثيق أمر مهم سواءً من الفريق المعالج أو من الاختصاصي الاجتماعي، وأعلم تماماً بأن هناك مستشفيات تتبع هذا الإجراء وتطبقه بشكل إلزامي على جميع أفراد الفريق العلاجي ولكن هذه التدوينة موجهة للاختصاصيين الاجتماعيين الذين يعملون ضمن إدارات لا تهتم بهذا الإجراء.

أخيراً على جميع الاختصاصيين الاجتماعيين بأقسام الخدمة الاجتماعية الطبية التأكيد على ضرورة كتابة طلب استشارة قبل التدخل إثباتاً لعملهم وحفاظاً على حقوقهم، فالأمر لا يأتي بسهولة بل بحاجة إلى مكاتبات مع الإدارة الطبية نطالب من خلالها ضرورة إلزام الفريق العلاجي بتوثيق الاستشارات الموجهة لقسم الخدمة الاجتماعية الطبية وإن استدعى الأمر علينا كتابة نموذج OVR والذي يتعلق بتوثيق الأحداث الجسيمة والتي تؤثر على عملية الجودة بالمستشفى.