الاستشارة الاجتماعية في المجال الطبي
خلال سنوات عملي التي قضيتها بثلاث مستشفيات وبثلاث مناطق وجدت تبايناً كبيراً بين تلك المستشفيات في إجراء الاستشارة بشكل عام والاستشارة الاجتماعية للاختصاصي الاجتماعي بشكل خاص وكانت أفضل تجربة مررت بها هي الفترة التي قضيتها بمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة من حيث دقة الإجراء والمتابعة ، وكانت الطريقة المتبعة حينها بوجود نموذج الاستشارة لعدة تخصصات وكل نموذج يتكون من نسخة أو نسختين ، فيقوم الاستشاري المعالج بكتابة طلب الاستشارة للجهة مثلاً ( الاختصاصي الاجتماعي ) ويتم وضع أصل الاستشارة بالملف الطبي مع نسخة منها ونسخة ثانية يتم إرسالها عبر سكرتارية القسم إلى مكتب الخدمة الاجتماعية ويتم التوقع باستلامها وبناءً عليه يتجه الاختصاصي إلى الحالة ويتدخل حسب طلب الاستشاري ويوثق تدخله بالملف ثم يأخذ نسخة من الاستشارة ويحتفظ بها لديه .
كما أوضحت في البداية بأن الإجراءات الإدارية للاستشارة تختلف من مستشفى لآخر ، ولكن دعونا نتخيل النهج الذي يتبعه الفريق المعالج في مستشفى النور التخصصي ، فبعد وصول الاستشارة فهل يتجه الاختصاصي الاجتماعي مباشرة إلى المريض بالطبع لا ، فالأفضل التواصل أولاً مع الطبيب الذي أرسل له الاستشارة لمعرفة معلومات أكثر عن الغرض من التحويل ثم يتم التوجه إلى الملف الطبي للإطلاع على البيانات الأولية ( في حال كانت الزيارة الأولى ) وبعد ذلك يتجه للمريض لمعرفة أبعاد المشكلة من وجهة نظره و من ثم تتم عملية التدخل .