التقييم الاجتماعي للحالات

يحتاج بعض الأخصائيين الاجتماعيين من المستجدين أو من متدربي تمهير لبعض التوجيهات في طريقة عمل التقييم الاجتماعي المبدئي للحالات وتوضيح العبارات التي يتم تسجيلها في خانة الإجراء الاجتماعي المتخذ وكذلك في خانة المتابعة، ومن باب المشاركة لزملائي الأخصائيين ورغبة في مساعدتهم فيسعدني كتابة هذا المقال وبإذن الله يحقق لهم الفائدة المرجوة.

 

ملاحظة:

يجب مراعاة مبدأ الفردية في الحالات التي نتعامل معها، والعبارات المذكورة للاستدلال فقط، وبكل تأكيد فالتقييم يختلف باختلاف الحالات واحتياجاتها وتحدّياتها وأهداف التدخل فيها.

يعتمد التقييم على مهارات ومعارف الأخصائي الاجتماعي ومدى قدرته على انتقاء المعلومات التي تساعد في بناء عملية التدخل المهني.

 

مالهدف من التقييم؟

الهدف هو تحديد أولوية مساعدة المرضى على تجاوز المشكلات التي قد تعوق إكمال خطة العلاج الطبي، من خلال جمع أكبر قدر من البيانات وتحويلها إلى معلومات مفيدة.

علماً بأن التقييم عملية مستمرة وقد تحتاج لأكثر من مقابلة.

 

شروط التقييم:

  1. يجب أن يكون التقييم وسيلة للوصول إلى قرار التدخل المهني.
  2. يجب أن يساعد التقييم في تحديد أهداف التدخل، وتصميم الخطط العلاجية.
  3. قياس الاحتياجات.
  4. إبراز التحديات.
  5. تحديد نقاط القوة والضعف.

 

جوانب التقييم

  1. الجانب الاجتماعي ( العلاقات الأسرية، الوضع التعليمي والسكني)
  2. الجانب النفسي والبدني ( وجود أي إعاقة ) أو (تاريخ نفسي معروفة لدى المريض أو شكواه من أي أعرض نفسية) وهنا يتم ابلاغ الطبيب المعالج ليقوم بتحويل الحالة للطبيب النفسي، مع التطرق في حال وجود أي إعاقات ظاهرة.
  3. الجانب العاطفي (المشاعر، الأفكار).
  4. الجانب البيئي (حالة السكن والبيئة المحيطة بالمريض وتأثيرها على الجانب الصحي للمريض).
  5. الجانب الاقتصادي ( قدرة المريض على تحمل تكاليف العلاج أو توفير المستلزمات الطبية أو تأثير الجانب الاقتصادي على جودة حياة المريض وبالتالي تأثيرها على الجانب الصحي للمريض).

أدوات التقييم:

المقابلة (أولية – متوسطة – نهائية)

العلاقة المهنية.

النماذج المعتمدة.

 

كيف أُقـــــــــــــيّم؟

  • الاستعداد للمقابلة الأولى.
  • الحصول على بيانات عن المريض من واقع الملف الطبي ومن أي مصادر متاحة.
  • من المهم على الأخصائي الاجتماعي التعريف بنفسه وبمسماه الوظيفي بشكل واضح جداً.
  • يُفضل أن يستخدم مصطلحات للدلالة على التعزيز، مثال (أنا هنا لدعمك ومساندتك).
  • التسجيل في النموذج المخصص والمتابعة بحسب السياسات والإجراءات ( تقييم مبدئي خلال 24 ساعة متابعة كل 7 أيام أو بحسب احتياج الحالة حتى خروجها).

 

عبارة التقييم:

في هذه العبارة أتطرق لاسم المريض وعمره ووضعه الاجتماعي ثم أذكر الجانب البيئي و الاقتصادي، بعدها أذكر الجانب العاطفي والإدراكي والنفسي بما فيها من وصف لمشاعر المريض وحالته الإدراكية وأقوم بوصف الجانب الصحي والجسمي مثل الحالة الصحية وملاحظة الاعاقات إن وجدت واختتمها بالدعم المقدم والتوصيات إن وجدت.

 

استدلال:

تعتبر العبارة التشخيصية* أفضل مثال لكيفية كتابة الإجراء الاجتماعي وبالنسبة لي شخصياً فأنا أعتمد هذا الأسلوب مع إبقاء بعض العبارات لصالح دراسة الحالة، أتصور بأنني أقابل مريض واعٍ تماماً، فأقول مثلاً:

(اسم المريض)، 45 عاماً متزوج ولديه 4 أبناء ويسكن بمنزل ملك ويعمل بوظيفة معلم بمدرسة (س) بمكة المكرمة، المريض واعي ومدرك ومتقبل لوضعه الصحي، المريض يعاني من الفشل الكلوي المزمن وبتر من أسفل الركبة للقدم اليمنى، لوحظ على المريض القلق المترتب على تنويمه حيث اتضح بأنه متغيب عن عمله ولا توجد طريقة لإشعارهم بذلك وتم طمأنته ومساعدته على إصدار إشعار تنويم من القسم المختص لتزويد جهة عمله به، المريض يحظى بدعم ومتابعة أسرته حيث يرافقه شقيقه (س)، تم تقديم الدعم الاجتماعي له وستتم متابعته دورياً.

 

إعادة التقييم:

تكون بعد 3 إلى 7 أيام بحسب احتياج الحالة، ثم يتم تكرار إعادة التقييم كل 7 أيام وحتى خروج المريض ( مع مراعاة التسجيل في حال استجد تدخل خلال السبعة أيام).

 

وهناك عبارات يمكن كتابتها في خانة المتابعة ويجب أن لا أستخدم عبارة موحدة لجميع المرضى، فعلى سبيل المثال:

  1. من الجانب الاجتماعي، المريض متقبل لوضعه الصحي ويحظى بدعم أسرته وتبدو عليه علامات الارتياح وتم تقديم الدعم الاجتماعي له وتزويده بطريقة التواصل مع الأخصائي الاجتماعي متى ما احتاج له.
  2. من الجانب الاجتماعي، المريض تبدو عليه آثار الحزن بسبب عدم تواجد أحد من أسرته معه، قام الأخصائي الاجتماعي بالتواصل مع ذويه لمعرفة أسباب عدم زيارته، وتم تقديم الدعم الاجتماعي للمريض ومساعدته على تخطي مشاعر الحزن.
  3. من الجانب الاجتماعي، وضعه مستقر ولاتوجد تغييرات على وضعه الاجتماعي، وستتم متابعته دورياً (غالباً نكتبها خلال المتابعات المستمرة).

 

*هناك الكثير من المراجع عن العبارة التشخيصية.

من باب الفائدة أنصحكم بقراءة هذا الكتاب: