لاشك أن العلاقة المهنية أحد المبادئي الرئيسية للخدمة الاجتماعية بشكل عام والتي تتتم بين الاختصاصي الاجتماعي والعميل ، وتُعرف بأنها حالة من الارتباط تنشأ بين الاختصاصي الاجتماعي والعميل وقد تكون هذه العلاقة في بعض الأحيان بين الاختصاصي والأفراد المشتركين في مشكلة العميل .

وفي المجال الطبي تتعدد الوسائل والطرق من أجل إقامة علاقة مهنية جيدة تختلف باختلاف الحالة الصحية للمريض ونوع الخدمة المقدمة والهدف من التدخل ، وعلى الاختصاصي الاجتماعي أن يؤمن بهذا المبدأ ويعمل من خلاله بكل حيادية وصدق بدون أي تمييز .

وكما هو معروف فإن هناك مراحل لتكوين العلاقة المهنية وهي البداية والوسط والنهاية ، ويحتاج الاختصاصي لنفس المهارات التي بدأ بها تكوين العلاقة المهنية في المرحلة النهائية .

من الوسائل التي قد تعزز تكوين علاقة مهنية جيدة التالي :

– على الاختصاصي الاجتماعي أن يكون بشوشاً مبتسماً وأن يراعي مشاعر العميل ويعكسها بالشكل الذي يناسب الموقف ، مثل ان كان العميل يتألم كثيراً فلا يمكن لي أن أضحك بوجهه أو ابتسم بشكل قد يغرس في نفسه الشك بأنني غير مبالٍ بألمه.

– إظهار الاحترام والجدية في تقديم المساعدة .

– استخدام التواصل غير اللفظي  كالربت على الكتف والشد على اليد .
– التحدث بصوت خافت بحيث لا يمكن للمرضى المجاورين الاستماع لما مايدور بينكما مع الحرص على قدرة العميل على الاستماع .
– إن لزم الأمر قد نطلب من العميل الحضور إلى مكتب الاختصاصي الاجتماعي .
– من الأفضل القرب من العميل مثال / أن تسحب الكرسي لنجلس بجواره بعد الاستئذان منه .
– قد يقول أحدهم لايوجد كرسي ، عندها أجلس على طرف السرير وأقترب أكثر من العميل وطبعاً بعد الاستئذان منه مع مراعاة الظروف الصحية و احتياطات مكافحة العدوى .

– تقديم خدمات من شأنها إظهار مدى اهتمام الاختصاصي الاجتماعي مثلاً : إن كان العميل موظف أو طالب نقوم بمساعدته بإحضار مايثبت تنويمه بالمستشفى وإرساله إلى جهة عمله عن طريق الفاكس أو الاتصال بجهة عمله أو دراسته وإبلاغهم بتواجد العميل بالمستشفى لعارض صحي .

– الحرص أيضاً على مساعدة العميل للوصول إلى ذويه وإبلاغهم عن تواجده بالمستشفى وذلك بعد طلب العميل الواعي وأقصد هنا أن لايكون في غيبوية أو غير مدرك للزمان والمكان .

– العلاقة المهنية قد تمتد للأسرة فالعميل إن كان على سبيل المثال في غيبوبة فالاختصاصي الاجتماعي هنا يحاول الوصول إلى ذويه وطمأنتهم عليه وثم يبدأ التدخل من خلالهم إن دعت الحاجة ، مثل محاولات الانتحار ، أو حالات غيبوبة السكر ، وغيرها من الأمراض التي قد يكون للجانب الاجتماعي أثراً فيها .
– تختلف درجة التقبل وسرعة تكوين العلاقة مابين عميل وآخر ،  وهنا على الاختصاصي الاجتماعي مراعاة الفروق الفردية .

وعلى الاختصاصي الاجتماعي مراعاة المهارات اللازمة أثناء تكوين العلاقة المهنية كمهارة المقابلة والملاحظة والتسجيل فجميعها قد تساعدك على تكوين علاقة مهنية وإن فشلت فيها قد تفشل أيضاً في تكوين هذه العلاقة .وليس من العيب أن يفشل الاختصاصي الاجتماعي مرة أو مرتين ولكن الاستمرار في الفشل ومحاولة إثبات الذات على حساب العميل أمر ينافي المعايير الأخلاقية للخدمة الاجتماعية وحينها على الاختصاصي الاجتماعي تحويل الحالة إلى أخصائي آخر يقوم على مساعدته بالشكل المطلوب ، ثم عليه أن يراجع نفسه ويطور من مهاراته .استثناءات تكوين العلاقة المهنية وصعوباتها :
الاختصاصي الاجتماعي يواجه بعض العملاء الذين قد يصعب تكوين علاقة مهنية معهم مثل المرضى النفسيين وذوي الإعاقة العقلية ، والمرضى ذو الحالة الصحية البسيطة ( دخول العميل وخروجه في نفس اليوم أو اليوم الذي يليه ) ، كما أن هناك بعض الحالات التي تحول من السجون بقضايا كبيرة .وأخيراً العلاقة المهنية علاقة تقوم على الحياد وعلى الاختصاصي الاجتماعي التقيد بذلك وأن لايجعل العلاقة شخصية مثل أن يكون العميل صاحب منصب أو موظف بإحدى الجهات ويقوم الاختصاصي الاجتماعي بمساعدته ليحظى بمساعدة شخصية له من العميل بعد خروجه من المستشفى .