حيرة الاختصاصيين الاجتماعيين في دراسة الحالة

سؤال يتكرر في كل مرة :
 
هل مطلوب من الاختصاصي الاجتماعي إجراء دراسة حالة لكل مريض منوم بالمستشفى ؟
 
قد لايمر اجتماع أو ندوة أو مؤتمر إلا ونجد هذا السؤال يتكرر من بعض الزملاء ، بل الأدهى أن يرتبط إعداد التقرير الشهري أو اليومي بعدد دراسات الحالة مما جعل البعض يتهاون في إجراء دراسة الحالة الاجتماعية للعملاء إما بالتفريط بزيادة غير طبيعية لعدد الحالات التي تمت دراستها أو بالتقصير من خلال قلة عدد الحالات المتابعة لكل اختصاصي اجتماعي .
 
 
مهنتنا تهتم بالجانب الاجتماعي والنفسي والبيئي للعميل لذا يجب أن يكون لدينا إطلاع واسع وإجادة للمهارات التي تساعد الاختصاصي الاجتماعي في عملية التدخل المهني .
 
 نعود لسؤالنا في بداية الموضوع ، شخصياً أعتبر المرور اليومي هو المصدر الرئيس لاكتشاف الحالات وبالتالي بناء التدخل المهني ، وللأخصائي الاجتماعي عدة نماذج ورقية أو الكترونية قد تختلف من مستشفى لآخر ومن منطقة لأخرى ، لكن المتفق عليه أن هناك نموذجاً مبدئياً الهدف منه تقييم الحالة الاجتماعية لكل مريض ( نعم لكل مريض ) فحتى نكتشف الحالات لابد لنا من عدة خطوات وهي كالتالي :
  • المرور اليومي .
  • تعبئة النموذج الخاص بالمرور المبدئي على أن لايتجاوز 48 ساعة من وقت تنويم العميل بالمستشفى وعلنا مراعاة الحالة الصحية للعميل .
  • على الاختصاصي الاجتماعي استخدام كافة الأدوات والمهارات التي تساعده في الحصول على البيانات الأولية .
  • طمأنة العميل بأن هذه البيانات سرية والهدف منها مساعدته عطفاً على وضعه الصحي والاجتماعي .
  • تكوين علاقة مهنية مع الأخذ بخصائص هذه العلاقة .
  • وضع هدف محدد للتدخل المهني .
  • إجراء دراسة حالة اجتماعية في حال كان العميل يحتاج للتدخل المهني .
  • البدء في التنسيق أو التوجيه للخدمات التي عمل عليها الاختصاصي الاجتماعي بمشاركة العميل .
  • المتابعة .
 
 
إذن فدراسة الحالة عمليه مقصوده من عمليات خدمة الفرد بالخدمة الاجتماعية والهدف منها معرفه الظروف المحيطه بالعميل وبيئته ومدى تأثيرها في حدوث الموقف الاشكالي لديه حيث أن كل هذه المعلومات التي يتم جمعها تساعد الاختصاصي الاجتماعي في الوصول الي التحليل السليم للمشكله ومعرفه أسبابها وبالتالي تكون أهداف عمليه التدخل واضحه أمام الاختصاصيالاجتماعي وبناءً عليها يصمم عمليات التدخل المهني في خطته العلاجيه .
 
 
علماً بأن بعض المستشفيات تعتمد على إجراء التحويل من الفريق المعالج للأخصائي الاجتماعي وفي هذه الحالة قد نفقد أمراً هاماً وممتعاً في عملنا ألا وهو اكتشاف الحالات مما يُحجِّم من تدخلنا ليكون التدخل لحالات محدودة يراها الفريق المعالج فقط .
 
 
أحد نماذج المرور اليومي
 
 
 
 
 
 
 
هذه التدوينة قد تقود البعض إلى تساؤل هام :
 
 
إن كان إجراء دراسة حالة لا يتم لكل مريض ، إذن ماهي الحالات التي قد تحتاج إلى دراسة حالة ، وهل الدراسة إجراء معروض أم مفروض ؟
 
 
قد تجدون شيئاً من الإجابة في التدوينة السابقة ( خطة الخروج ) .