فضفضة اجتماعية

الهاتف يرن:

المتصل/ ألو

الأخصائي الاجتماعي/ مرحباً

المتصل/ لو سمحت عندنا مريض رافض يخرج ممكن تجي تخرجوا ؟

الأخصائي الاجتماعي/ أنا جاي لك الحين ………..

يدور يوم الأخصائي الاجتماعي وهو في هذا الحال ويتعامل مع مثل هذه الطلبات، يوماً بعد يوم تترسخ لدى الآخرين معلومات خاطئة بأن جُل عمل الأخصائي الاجتماعي هو إقناع المرضى بالإجراء الطبي وبالخروج وغيرها وتستمر الأيام ويستمر العمل على وتيرته.

انتقل ذلك الأخصائي الاجتماعي لعمل آخر وأمّنَ عمله أخصائي آخر إسمه “حسام” وقد لاحظ الجميع بأن الاتصالات بدأت تخف على قسم الخدمة الاجتماعية و “حسام” يغيب عن المكتب لأكثر من ساعتين في الفترة الصباحية ويعاود الغياب بعد صلاة الظهر، واستغرب الجميع هذا الغياب وقلة الاتصالات فمالذي حدث ؟

يحضر “حسام” إلى قسمه باكراً وتحديداً وقت مرور الأطباء ويبدأ بمخالطة الفريق المعالج ويعرّفهم بنفسه وطبيعة عمله وأصبح قريباً منهم بحيث ما أن يطلبه أحد إلا ويكون متواجداً وسباقاً في الحضور، لقد وضع نصب عينيه خدمة المرضى وأسرهم وكان يقوم بالمرور على جميع المرضى بلا استثناء يساعد هذا ويدعم  هذاك ويشجع آخر ويضع نفسه موضع الوسيط بين الفريق المعالج والمريض وأسرته.

كان حريصاً على استخدام مصطلحاته المهنية التي تُعبر عنه كشخص متخصص ويتدخل مع الحالات وفق الأساليب العلمية، لا مكان لديه للاجتهاد الخاطئ ولا للعمل الغير مخطط بل كان كل إجراء يقوم به يعرف في قرارة نفسه بأنه وسيلة لهدف قد يكون قصيراً أبو بعيد المدى.

بعد أن ينتهي من جولته الصباحية يعود لمكتبه ليوثق ما قام به من عمل من خلال سجل النشاط اليومي ويبدأ في كتابة تقاريره وإعداد الخطابات التي قد يحتاجها لتحويل المرضى، ثم يعود بعد الظهر لقسمه ليكمل ما قد بدأه من عمل بهمة ونشاط ويتابع تدخلاته التي تمت في الفترة الصباحية.

تبدّلت الفكرة السابقة عن الأخصائي الاجتماعي من قبل الفريق المعالج وأصبح وجود “حسام” هاماً وغيابه بات محسوساً وملموساً.

يا تُرى أمثال “حسام” هل هم موجودين على أرض الواقع أم ضربٌ من الخيال ؟